لها.
الفلكي: اقرأها علي.
أخذ علي يقرأ من سورة الطارق:﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)﴾ (الطارق)
الفلكي: أعد علي قراءة الآيات.. أو أرني المصحف لأقرأها بنفسي.
أراه علي الآية، فراح يتأمل فيها.. وفجأة صاح: نعم.. هو ذلك.. الآية تقصد ذلك بدليل جواب القسم ﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ (الطارق:4)
علي: ما تقصد بذلك؟
الفلكي: هذه الآية تشير إلى أنواع من النجوم تتناسب مع وصفها، كما تتناسب مع جواب القسم الذي جاء بعدها[1].
علي: وضح لي ذلك.. وأرجو أن لا يكون إلا بحقائق العلم.. فالقرآن لا يفسر بظنيه.
الفلكي: بل بحقائقه.. ولن تجد عند صاحبك إلا الحقائق.. أنا مثلك كثير الشك.. ولا يقنعني إلا اليقين الصرف.
علي: فما هذا اليقين العلمي الذي تشرف بالارتباط بهذه الآية؟
الفلكي: من الواضح من هذه الآيات أن القسم جاء فيها بنجم خاص بذاته سمي بالطارق، ووصف بكونه النجم الثاقب.
علي: هذا متفق عليه.. لكن الخلاف في حقيقة هذا النجم وتحديده.
الفلكي: أجل.. هذا هو سر الإعجاز في الآية.. فالقسم في العادة لا يكون إلا تنبيها على أهمية الأمر المقسوم به.
[1]انظر: الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية، والسماء والطارق، د. زغـلول النجـار، الأهرام: 41895 السنة 126-20 أغسطس 2001.