للانفجار أن يكون منظماً أبداً.. بينما الكلمات التي يستخدمها القرآن كلمات
واقعية: (الرَّتق) و(الفتق} [1]، فالنسيج الكوني كان رتقاً ففتق.
بالإضافة إلى هذا، فإن كلمة (فَفَتَقْنَاهُمَا) تعبر عن الطاقة والقدرة
العظيمة التي بدأ بها خلق الكون..
التفت إلى علي، وقال: إن الكلمات التي يستخدمها العلماء لتعجز فعلاً عن وصف
حقيقة الأمر..
سكت قليلا، ثم قال لعلي: أعد علي الآية.
أعادها علي عليه، فراح يكرر قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ
كَفَرُوا ﴾، ثم قال: لكأني بهذه الآية تشير إلى أن هذا سيعرف.. بل سترى
دلائله.. وأن الذي يكتشفه لا علاقة لهم بالقرآن.. إنها تسميهم ﴿ الَّذِينَ
كَفَرُوا ﴾.. وهي تعبر عن ذلك بالرؤية.. صدقت الآية، فقد رأينا ذلك فعلا.
ارتسمت سحابة ألم على وجه صاحبي الفلكي، وكأنه يتذكر ذلك اليوم الذي قرر فيه
أن يتدين، ففتح الكتاب المقدس على سفر التكوين، فوجد تلك الأخطاء، فأغلق الكتاب،
ثم لم يعد إليه.
التفت إلي علي، وقال: لم ذكر القرآن هذه الحقيقة العلمية؟
علي: لقد سبق هذه الآية التي تقرر هذه الحقائق قوله تعالى:﴿
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ
(26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ
مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ
ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي
إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
(29) ﴾(الأنبياء).. ثم جاءت هذه الآية.
[1] حتى الجرس
الموسيقي لكلا اللفظتين (رتق فتق) يشبه المصلح المختار للتعبير عن الانفجار العظيم
(Big Bang)