responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجزات علمية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 543

عاشرا ـ الآثار

في اليوم العاشر.. كانت المحاضرات الملقاة عن علم الآثار في القرآن الكريم، وقد أبرزت أهمية هذا العلم، ودعوة القرآن للنظر في مصير الأمم والحضارات.

وقد وافق ما ألقي ـ بالرغم من طريقة إلقائه التي غلب عليها ما سبق ذكره من الاهتمام بالنقول والبلاغة والإعراب ـ هوى في نفس صاحبي عالم الآثار.

ذلك أن هذا العالم كان يختلف كثيرا عن علماء الآثار الذين عرفتهم..

وسر ذلك أنه كان يعيش الآثار، ولا يراها فقط..

حدثني في لقاءاتي معه عن الكثير من الآثار الجليلة التي رآها.. والتي كانت مبعث فخر بالنسبة للأمم التي وجدت فيها.. لكنه كان يتحدث، وكأنه يبكي..

كان ينظر إلى تلك الآثار من زوايا مختلفة.. تنصرف عنها أكثر أنظار الناس.

قال لي: أنا لا أنظر إلى الأهرام من الجانب العمراني فقط.. أنا أنظر إليها أيضا، وقبل ذلك، من الجانب الإنساني.. أنا أكاد أرى أولئك الرجال الذين أنهكتهم الحجارة الثقيلة، وهم يحملونها من أماكن بعيدة، والسياط تلهب ظهورهم..

وأكاد أرى أولئك العبيد المستسخرين في خدمة السيد الروماني، وهم يؤسسون المسارح، ويبنونها، ومع كل صخرة يضعونها يضعون كثيرا من دمائهم وعرقهم.

وفوق ذلك.. أرى هذه الآثار نعيا ينعانا.. لقد تجبرنا في الأرض كما تجبر قبلنا الفرعنة والرومانيون.. وسيأتي اليوم الذي نصبح فيه رمما، ويصبح عمراننا أطلالا ليرانا من بعدنا كما رأينا من قبلنا.

كان هذا الكلام هو التعبير المناسب عن نفس صاحبي.. ولذلك كان قريبا جدا من الدين، فقد كان شديد التواضع، جم الأدب، كثيرا الاهتمام بزوال الحياة ودوامها.

ولكنه مع ذلك كان شديد البعد من المسيحية.. ومن الكتاب المقدس على الخصوص..

اسم الکتاب : معجزات علمية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 543
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست