أعاد علي قراءة الآية، فقال صاحبي: أليس هذا قرآنكم الذي تقرؤونه؟
علي: أجل.. وقد كنت أتأمل في هذه الآية ومعانيها العميقة.
الفلكي: وما الذي فهمته منها.. وأرجو أن لا تسرد علي ما سرده علينا صباحا
إخوانك من المسلمين من النصوص الطويلة عن مفسريكم.
علي: ليس بالضرورة نرجع إلى مفسرينا.. نرجع فقط فيما يلتبس علينا من الألفاظ
أو المعاني.. لقد أمرنا الله بتدبر القرآن، فقال:﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً
كَثِيراً ﴾ (النساء:82)
بل اعتبر من لم يتدبر القرآن مقفل القلب، فقال:﴿ أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ (محمد:24)
الفلكي: فما الذي أداك إليه تفكيرك؟
علي: هذه آية تحمل ألفاظا كثيرة.. وكل لفظ له تدبره الخاص، فما الذي تريده
منها؟
الفلكي: ما تفهم من عموم الآية.
علي: إن الآية تتحدث عن نهاية الكون، وأنه سيطوى كما يطوى السجل.
الفلكي: ليس عن هذا أسألك.
علي: فعم تسألني؟
الفلكي: عما ورد في الآية.. عن قول قول القرآن:﴿ كَمَا بَدَأْنَا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾
علي: لقد جمع الله تعالى في هذه الآية الكريمة بين ذكره لنهاية الكون،
وبدايته، فبدايته فتح للسجل، ونهايته إغلاق له.