فالشيطان يوسوس لكل الناس، كما أن القطط تخالط جميع الناس، ولكن بعض الناس
لهم استعدادات معينة كالحساسية والصرع، فيصيبهما ما يصيب.
الطبيب: فأنت تقر أن للشيطان دورا.
علي: صحيح.. وما كان لي أن أخالف القرآن
الكريم.. ولكن: أجبني إن حصلت الوساوس من الإنسان بأن كان هو المتسبب في التخويف
أو الغضب، فلماذا ننسب الصرع حينها للشيطان؟
الطبيب: ولكن القرآن الكريم ذكر الشيطان.
علي: ولكن القرآن الكريم لم يقصر الشيطان
على إبليس، بل قال:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ
وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ((الأنعام: 112)، وأمرنا
بالاستعاذة منهم جميعا، فقال:{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ((الناس:1)إلى قوله تعالى:{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ((الناس:6)
الطبيب: فما العلاج الذي تصفه الشريعة بدل
ذلك العلاج الذي يصفه المشعوذون؟
علي: علاجان: أحدهما لأهل الله يملؤون
قلب الخائف طمأنينة، وغضبه سكينة، وهو ما نعالج به في هذا القسم.. وأما الثاني،
فهو للأطباء يستأصلون مكامن الداء.. هو نفس علاجكم لوساوس القطط.. ألستم تعزلونها،
أو تحاولون استنساخ السليم منها، أو تعالجون العليل بالمراهم، لا بأمر القطط
بالخروج.
الطبيب: وعيت قولك هذا.. ولكني لا أزال
أتعجب مما يفعله المسلمون من هذا.. وكيف تاهوا عن الحقيقة؟
علي: هم لم يتيهوا.. ولكن للمطامع
والتقليد تأثيرهما الكبير في انتشار مثل هذا.. ولو أن هؤلاء اكتفوا بما في القرآن
الكريم وفي هدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما وقعوا فيما وقعوا
فيه.