علي: ومما يمكن اعتباره من الأغذية الأساسية التي نص عليها القرآن من باب
الإشارة الهواء.. وإلى هذا يشير قوله تعالى:﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ
يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ
يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} (الأنعام:125)
ففي هذه الآية إشارة لطيفة إلى اختيار المكان الصحي المناسب الذي يتمتع
بالهواء النقي الكافي للتنفس[1].
عالم الغذاء: بل في هذه الآية معجزة علمية، لم تتضح حقيقتها إلا مؤخراً..
وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل
إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم
تُعرف إلا في عصرنا الحاضر.
وسأشرح لك باختصار كيف اكتشف ذلك..
لقد اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في
أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم فقط.. وعلى هذا
الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق
الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم.
وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف
الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق.
ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن
الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته
من جهة
[1]انظر: التصوير
القرآني لأضرار الصعود في الفضاء، بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم، رئيس جمعية
الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة.