قال: ذلك علي.. أنا لا أطلب منك إلا شيئا واحدا هو أن تعلمني بالمكان الذي
يذهبون إليه كل مساء بعد الانتهاء من المحاضرات.. وأنا سأحتال للتحدث إليهم بما
أريد.
قلت: وأنا سأوفر لك من الجو ما تستطيع أن تتكلم فيه بكل صراحة عما تريد..
ولكن حاول أن تغير مظهرك كل مرة حتى لا يفطن لك.
قال: ذلك علي..
^^^
هذه هي مقدمة رحلتي هذه..
وقد جرت الأمور كما خططت، كنت أخرج كل يوم من أيام المؤتمر العشرة إلى محل
من المحال، أو مركز من المراكز، أو منتزه من المنتزهات، وهناك ألتقي بصاحبي علي..
وهو يرتدي كل مرة حلة جديدة، أنا نفسي لا أكاد أفطن لها.
وقد قدم لنا صاحبه ـ حذيفة ـ كل الخدمات مع الخلاف الذي كان بينهما، لقد كان
واسطة بيني وبينه، كان يحضر معنا لقاءاتنا، ويتدخل أحيانا إذا ما وجد فرصة للتدخل.
وقد وفى علي بما وعدني، فلم يفطن أحد من الخبراء بما أعددنا له، وإن كان
العجب قد أخذ منهم كل مأخذ بعد أن رأوا أنهم في أمسية كل يوم من الأيام العشرة
يصادفون من يناقشهم في نفس الموضوع.
أما في نهاية المؤتمر.. وفي اليوم الذي يجتمع فيه الجميع ليقدموا خلاصة
أبحاثهم، فقد حصل عجب عجاب..