وجه علي، وقال ـ وكأنه يخاطب قريبا لا نراه ـ: لبيك رب.. فما أعظم فضلك على
عبادك.. لقد خلقتنا وسويتنا وكرمتنا ومننت علينا بأن نعبدك ونعرفك ونفرح بك.. يا
رب فكما رزقتني الاتصال بك، وكما ملأت قلبي بمحبتك، فارزق عبيدك هذا وإخوانه ما
رزقتني..
قال ذلك بروحانية عظيمة.. ثم أخرج مصحفا من محفظته، وسلمه لألكسيس، وقال:
هذا المصحف كلام الله.. فاقرأه ليعرفك بالإنسان المعلوم..
لقد كان ألكسيس كاريل هو الذي عرفك بجهلك بنفسك، ليدلك على ربك.. فتحين هذه
الفرصة التي فاتت صديقك.
أخذ ألكسيس المصحف، وقال: صدقت.. ولن أفرط فيه ما حييت.
ثم قال: شكرا لك على أن أتحت لنا هذه الجلسة، ولو أن ألكسيس كان بدلي هنا
لربما كان قد ضمن كتابه الكثير من الحقائق التي ذكرتها.. أو ذكرها كتابك ونبيك.
علي: هو ليس كتابي ولا نبيي.. هو كتاب الله الذي أسمع به خلقه جميعا.. وهو
محمد الذي هو رحمة للعالمين.. ولا شك أنك من هؤلاء العالمين الذين تمتد رحمته
إليهم..
أحسست بأنوار عظيمة بدأت تنزل على صاحبي ألكسيس عالم الإنسان، أو الباحث عن
الإنسان.. وبمثله شعرت بأن بصيصا من النور قد نزل علي.. اهتديت به بعد ذلك إلى شمس
محمد a.