الجلد.. فالجلد أكبر أعضاء جسم الإنسان، من حيث المساحة، فهو يحيط بالجسم
كله، فيحميه ويكسبه مظهر جميلاً، كما أنه يتلقى المؤثرات الواقعة على الجسم من
خارجه، وتظهر عليه انفعالات الجسم.
ويتضح بالتشريح الدقيق للجلد وجود شبكة من الألياف العصبية، توجد بها نهايات
عصبية حرة، في طبقات الجلد، وتقوم هذه النهايات باستقبال جميع المؤثرات الواقعة
على الجلد من البيئة الخارجية المحيطة به، من درجة حرارة، إلى رطوبة، إلى ضغط، إلى
لمس، إلى ألم وغيرها.
ومما يذكر في هذا المقام أن الطبقة السفلى (تحت الأدمة) غنية بالنهايات
العصبية المسئولة عن الإحساس بالضغط لكنها ـ أي: أن الطبقة السفلى ـ فقيرة في
مستقبلات الألم واللمس وتتبادل هذه النهايات العصبية (المستقبلات) الألم والشعور
به، وفيها المسئول عن اللمس والاحتكاك والضغط.
ونتيجة لذلك كله، فالجلد عضو إحساس من الطراز الأول، حيث توجد به خريطة
مدهشة من الأعصاب، لم يتم الكشف عنها إلا في القرنين التاسع عشر والعشرين
الميلاديين، بعد تقدم وسائل البحوث الحديثة في كل من علم التشريح، وعلم الأنسجة،
وغيرها من العلوم.
علي: فكيف يؤثر الحرق في الجلد، ولماذا يكون الألم شديدا؟
ألكسيس: إن المستقبلات الحسية المنتشرة في طبقات الجلد تستقبل المؤثرات
البيئية الواقعة عليها طوال اليوم، ويتحول كل مؤثر سواء كان حرارة أو لمسا أو ضغطا
أو كيا أوغيرها إلى نبضات كهربائية بداخل الأعصاب التي توجد هذه المستقبلات
بأطرافها.
وتنتشر وتنتقل هذه النبضات على امتداد هذه الأعصاب إلى الدماغ (المخ) ـ وهو
المركز الرئيسي في الجهاز العصبي للإنسان ـ فتتم ترجمة المؤثر المستقبل، وبيان
نوعه، وتحديد الاستجابة المناسب تجاهه، إن كانت بالسلب أم بالإيجاب.