عالم النبات: لقد ربطت هذه الآيات بين الماء والإنبات، فالماء شرط ضروري
وأساسي للإنبات، وقد تظل البذور أو الحبة في التربة سنوات عدة لا تنبت ولا تتحرك
إلى أن ينزل عليها الماء، فتبدأ العملية العجيبة المعجزة، عملية الإنبات.
علي: والركن الرابع الذي يقوم عليه النظام الزراعي الذي يمكن فهمه من القرآن
الكريم هو إرشاده أو أمره بتنويع المحاصيل النباتية.. ففي الآيات الكثيرة نجد
القرآن الكريم يذكر المحاصيل الكثيرة، وكأنه يرشد إلى استنباتها جميعا:
فقد أشارت هذه الآيات إلى تنوع المحاصيل والمنتجات النباتية، ومن الأصناف
التي ركزت عليها هذه الآيات: الزرع والزيتون والنخيل والأعناب.
وهذه الأنواع تمثل مختلف الطبقات النباتية: العشبية، والجنبية والشجرية..
وتواجد هذه الطبقات في النظام الزراعي يمكن من التوازن الايكولوجي في هذا النظام
البيئي.
وفي التركيز على هذا التنوع داخل النظام الزراعي، تعريض غير مباشر إلى مساوئ
الزراعات الوحيدة، والتي أظهرت التجارب الزراعية الحديثة البعض منها مثل افتقار
التربة، وكثرة الأمراض والآفات النباتية والحشرات واكتسابها المناعة ضد المبيدات.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في قوله تعالى:﴿ وَالْأَرْضَ
مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ