عالم المياه: أولها ظلمة السحب، فغالباً ما تغطي السحب أسطح البحار العميقة
نتيجة تبخبر الماء، وتمثل حائلاً نسبياً لأشعة الشمس، فتحدث الظلمة الأولى للحوائل
والتي نراها ظلالاً لتلك السحب على سطح الأرض والبحار.
علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في قوله:﴿ مِنْ فَوْقِهِ
سَحَابٌ﴾
عالم المياه: والظلمة الثانية هي ظلمة الأمواج السطحية، فهي تمثل سطحاً
عاكساً لأشعة الشمس، ويشاهد المراقب على الساحل مقدار لمعان الأشعة التي عكستها
هذه الأسطح المائلة للأمواج السطحية.
علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في قوله تعالى:﴿ يَغْشَاهُ
مَوْجٌ﴾
عالم المياه: والظلمة الثالثة هي ظلمة الأمواج الداخلية، حيث توجد أمواج
داخلية تغشى البحر العميق وتغطيه، وتبدأ من عمق 70 مترا إلى 240متر، وتعلق ملايين
الملايين من الكائنات الهائمة في البحار على أسطح الموجات الداخلية، وقد تمتد
الموجة الداخلية إلى سطح البحر فتبدو تلك الكائنات الهائمة كأوساخ متجمعة على سطح
البحر، مما يجعلها تمثل مع ميل الموج الداخلي حائلاً لنفاذ الأشعة إلى البحر
العميق، فتنشأ بذلك الظلمة الثالثة تحت ظلمتي السحب والموج السطحي.
علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى:﴿ مِنْ فَوْقِهِ
مَوْجٌ ﴾
عالم المياه: فهذه الظلمات التي تراكم بعضها فوق بعض.. وهي نفس ما ذكره
القرآن بصراحة مدهشة.
علي: لم اختار القرآن وصف (لجى) في قوله ،﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي
بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ إن هذه الكلمة قيد للبحر، وقد بين أهل اللغة والتفسير أن
لفظ (لجي) معناه: العميق.
عالم المياه: وهذا إعجاز آخر.. فهذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي أي عميق،