علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى علاقة الأمطار بالأنهار في آية تستدعي شرحا
علميا[1].. فقد قال تعالى:﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ
أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا
يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ
مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ
فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد:17)
فظاهر الآية ينص على أن الله أنزل من السماء مطراً فأخذ كل واد بحسبه، فهذا
كبير وسع كثيراً من الماء، وهذا صغير وسع بقدر، جاء على وجه الماء الذي سال في هذه
الأودية زبد عال عليه.
وكان من حمولة السيل ما يسبك في النار من حلية ذهب وفضة ونحاس طلباً للزينة،
أو ما يجعل منه متاعاً.
عالم المياه: بغض النظر عن المراد من هذا المثل الذي ضربه القرآن.. فإن
موضوع المثل في نفسه في منتهى الدقة العلمية.
فالآية تشير إلى معارف كثيرة ترتبط بالأنها:
أولها.. وهو ما يشير إليه قوله:﴿ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا
﴾، وهو ما يعرف في العلم برتبة الأنهار، حيث تصب الأنهار الصغيرة في
الأنهار الكبيرة، وبذلك توجد أنهار رئيسية وروافد لها.
والنهر ذو الرتبة الأولى لا يتبعه روافد، والنهر ذو الرتبة الثانية ينشأ من
التقاء نهرين من أنهار الرتبة الأولى، وهكذا بقية الرتب.
والثاني … وهو ما يشير إليه قوله:﴿ فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً
﴾، وهو ما يعرف بحمولة النهر … حيث تحتوي معظم أنهار العالم الكبيرة ما يقرب من 110ـ 120جزء من المليون من
[1] الأنهار في
القرآن الكريم، الأستاذ الدكتور حسني حمدان حمامة، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في
القرآن والسنة.