إن هذه الآية تشير إلى ما ذكرنا من آلية الصعود، فقد ذكرت أبواب الغلاف
الجوي، التي هي أبواب السماء، وذكرت الحركة التعرجية في الفضاء.
وفوق ذلك أخبرت بما عساه يقول من وفق لهذه الرحلة، لقد ذكرت أنهم يقولون:﴿
إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا ﴾.. وقد حصل هذا.. لقد أخبرنا به رواد
الفضاء الذين صعدوا إلى القمر أن أول ما يصادفهم عند تجاوزهم الغلاف الجوي هو
الظلام الشديد الذي يظن معه المرء أن بصره قد توقف.
حتى إن الأطباء المشرفين على سلامة هؤلاء الروَّاد وجدوا بأن الإنسان عندما
يتحرر من الجاذبية الأرضية يتعطل العصب البصري لديه بشكل مؤقت، فلا يعود يرى شيئاً
وكأن بصره قد أغلق، وهذا يحدث بسبب انعدام الجاذبية والذي يؤدي إلى خلل في الدورة
الدموية والتفاعلات الحيوية في جسم الإنسان.
داروين: أسلم للقرآن بهذا.. فهل تستنتج منه حقيقة ما ذكره القرآن من إمكانية
اطلاع الإنسان على أنواع الحياة المبثوثة في العالم الخارجي؟
علي: أجل.. فثقتنا في كتابنا تستدعي ذلك.. فهو لم يتنبأ بشيء إلا حصل كما
تنبأ به.
داروين: أهذا ما تقصد من امتداد الحياة المكاني؟
علي: ليس هذا فقط.. أو بالأحرى هذا ما تفهمه أنت وغيرك من العلماء فقط.
داروين: فهل هناك غيره مما لا نفهمه؟
علي: لا أقصد رميكم بالقصور.. ولكن العلم الآخر الذي يرتبط بالحياة وأعماقها
يستدعي ثقة في المعلم..
داروين: فلنفرض أنا وثقنا في معلمك هذا.. فما الذي دلنا عليه من أنواع
الحياة وامتدادها؟