علي: فأنتم متأكدون من وجود الحياة في غير الأرض، ولكنه لم تتوفر لديكم
الوسائل الكافية لإثبات ذلك.
داروين: أجل.. ذلك صحيح.. وأنا وأكثر العلماء نؤمن بذلك.
علي: إن هذه الحقيقة التي تؤمنون بها من غير أن تستطيعوا إثباتها هي حقيقة
مثبتة لدينا نحن المسلمين.
داروين: كيف ذلك؟
علي: لقد أخبرنا معلمنا العليم الخبير بها، بل أخبرنا بسجودها لله، فقال:﴿
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ
وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (النحل:49)
بل اعتبرها من آياته الدالة على عظمته وقدرته ولطفه، فقال:﴿وَمِنْ
آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ
وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} (الشورى:29)
إن هذه الآية الكريمة تخاطبنا وتخاطب المستقبل.. وهي تدل على أنه يمكن أن
يتعرف البشر على تلك العوالم..
وأنا من خلال هذه الآية الكريمة أوقن تماما أن الجهود التي تبذلها البشرية
في هذا الميدان لن تذهب هدرا.. لأن هذه الآية لابد أن يقع تأويلها كما وقع تأويل
جميع آيات الله.
لقد حلمت البشرية طويلا بالصعود إلى الفضاء الخارجي.. واستعملت كل الوسائل
لأجل ذلك[1].
داروين: وقد تحقق هذا الحلم في نهاية القرن العشرين عندما بدأت رحلة البحث
العلمي، وبدأ آلاف العلماء في مشارق الأرض ومغاربها بكتابة أبحاثهم وإجراء تجاربهم
حول آلية الخروج من الأرض، وما هي الخطوات التي يجب سلوكها لتحقيق ذلك.
[1] انظر: القرآن
يتنبأ بعصر الفضاء، عبد الدائم الكحيل، في موقعه الخاص بالإعجاز القرآني.