أنا أعلم أن هذا يخالف الدين.. ولكني وجدت العلم والعقل يخالف الدين، فآثرت
العلم والعقل.. اعذرني عن هذه الصراحة الوقحة التي أبدو بها.. ولكن ذلك هو
الواقع.. ولو أني وجدت في الدين من القوة ما يقنع عقلي لآثرت ما يقوله الدين على
ما تقوله الحقائق التي أعتقدها..
ذلك أن الدين يجيب عن هذه الأسئلة إجابات أجمل بكثير من تلك الإجابات التي
يجيب عنها العلم.
قلت: فلم لم تتبعه، وتكتفي به؟
داروين: وكيف أتبع ما لا أقتنع به.. إني بذلك أخون عقلي ونفسي.. بل إني بذلك
أتحول إلى منافق لا إلى متدين.. فكيف يكون عقلي في واد وقلبي في واد آخر؟
قلت: فكيف تفسر الحياة؟.. وهذا التنوع في الحياة؟
داروين: ذلك بسيط.. سأقص عليك القصة من أولها.. وسترى أن السيناريو الذي
أطرحه صالح لتفسير الحياة.. وعدم حاجتها لمصدر خارجي..
تبدأ القصة بعدما بردت الارض وتكونت بحارها وجبالها وسهولها وغلافها الجوى
واستعدت لاستقبال الحياة عليها، وذلك بعد تعرضها خلال ملايين السنين للتطور من حال
إلى حال.
وكان أول ظهور للحياة على الأرض فوق سطح الماء والمحيطات والمستنقعات وعلى
شواطئ المسطحات المائية التى تكونت عندها مادة الطين، حيث اختلط الماء بالتراب.
ومن عفن الطين المنتن نشأت أبسط وأصغر أنواع الحياة التى نراها ممثلة في بعض
أنواع