على محتواه.. (الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان
الصعود إلى الكواكب)
فتح الكتاب، وقال: اسمع ما يقول..
راح يقرأ:(وكما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف
للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس مسلمهم
وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة وغاربة، ويشاهدون الأرض قارة ثابتة ويشاهدون كل
بلد وكل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت
البلدان والجبال والأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها ولشاهد الناس البلدان المغربية
في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار،
وبالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها)
قلب صفحات من الكتاب، ثم قال: واسمع ما يقول هنا..
راح يقرأ:(ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس، فالناس يشاهدون الجبال في
محلها لم تسيّر.. فهذا جبل النور في مكة في محله.. وهذا جبل أبي قبيس في محله..
وهذا أُحــد في المدينة في محلّه.. وهكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر وكل من تصور
هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه وأنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى
القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم ونعوذ بالله من
التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه وينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة
العجماء)
قلب صفحات أخرى، ثم قال: اسمع ما يقول هنا..
راح يقرأ:(ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق، ثم لا تزال
في سير وصعود حتى تتوسط السماء، ثم لا تزال في سير، وانخفاض حتى تغرب في مدارات
مختلفة بحسب اختلاف المنازل ويعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم وذلك مطابق
لما دل