بالمسيح، ولو علمنا اليوم الذي خرج بها إلى الناس لاتخذناه عيدا.. ولولا أن
في إظهار تكريمنا له ما يصرف الناس عنه لأعطيناه أسمى المراتب وأرفعها.
قلت: ما تلك الفتوى التي استحقت كل هذا التكريم؟
قال: لقد نشرت (....!؟} [1] في سنة (1402 هـ/1982م) كتاباً من تأليف هذا العلامة الجليل يقول فيه:(أجمعت
آراء السلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وابن القيم على ثبوت الأرض)
قلت: أولئك قوم قد أكل الثرى أجسادهم، ولا حرج عليهم في أن يجمعوا، فقد كان
قومنا يجمعون على ما أجمعوا عليه.
قال: ليس الخطر في ذلك.. ولكن الخطر الذي هو نعمة لنا هو اعتبار إجماعهم
تراثا مقدسا لا يمس كما لا يمس القرآن.
لقد استنتج هذا المفتي بإخلاصه لمن ينقل عنهم بأن (القول بأن الشمس ثابتة،
وأن الأرض دائرة قولٌ شنيعٌ ومنكر)، واستنتج ما هو أخطر من ذلك حين قال:(ومن قال
بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل، ويجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل
كافراً مرتداً، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين)
وقد أيد هذا العلامة الجليل فتواه بأنه كان من جملة الناس الذين شاهدوا
بعيونهم وأبصارهم سير الشمس وجريانها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب نور عينيه،
وهو دون العشرين.
واستدل لها بأنه لو كانت الشمس ثابتة لما كان هناك فصول أربعة، ولكان الزمان
في كل
[1] لقد ذكرنا في
الأجزاء الماضية أنا نحاول جهدنا أن لا نجرح أحدا بذكر اسمه، مهما كان، سواء كان
مسلما أو مسيحيا، إلا لضرورة شديدة تستدعي ذلك.. وهذا من هذا الباب.. وهذا الكلام
مما تمتلئ به مواقع المبشرين الذين لا يفرحون بشيء كما يفرحون بمثل هذه الفتاوى.