ومن الأخطاء أن النص أشار إلى أن الله خلق السماوات والأرض
منذ البداية:(فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)، ثم أشار إلى
أنه خلق سماء واحدة، وليس سماوات في أحداث اليوم الثاني.
بالإضافة إلى كل هذه الأخطاء، فإنه يوجد لبس في الطريقة
التي تم من خلالها خلق هذه السماء، حيث أن هذه السماء فصلت المياه عن بعضها البعض
فأصبح قسم منها فوق السماء وآخر تحتها، ومن هذا القسم الأخير تكونت مياه الأرض
(وَقَالَ اللهُ: (لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً
بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ). فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ
الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ.
وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ
صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا)
هذا ما ذكره الكتاب المقدس، أما القرآن الكريم، فالأمر فيه
مختلف تماما، وأول اختلاف وأخطر اختلاف بين القرآن الكريم والكتاب المقدس هو في
التفاصيل التي فصلت بها الأيام الستة التي تم فيها الخلق.
فقد تفرد القرآن الكريم بتقسيم فترة الستة أيام التي خلق
الله بها السماوات والأرض إلى فترتين، وهما فترة خلق الأرض الأولية، وكذلك
السماوات والتي استغرقت يومين من هذه الأيام الستة.
والفترة الثانية.. وهي فترة مرتبطة بالأرض ـ باعتبار القرآن يتحدث مع
الإنسان ـ وهي فترة تقدير الأقوات في هذه الأرض، والتي استغرقت الأيام الأربعة
المتبقية وهو ما يدل عليه قوله تعالى:﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً
لِلسَّائِلِينَ﴾ (فصلت:9-10)
وبالتالي، فإن فترة خلق الأرض الأولية تمثلت في مرحلتين: