خلايا ضوئية من تراب القمر، مما مكنهم من الحصول على بعض الطاقة وعادوا إلى
الأرض سالمين.
علي: ما أوسع خيال هذا الرجل..
الفلكي: لقد أذهلت هذه الرواية المنشورة عام 1951 القراء لسعة خيال هذا
الكاتب، فكيف استطاع التنبؤ ـ في ذلك الوقت ـ بإمكانية استخدام تراب القمر لصناعة
خلية شمسية.. مع أن هذا التنبؤ جاء منذ قرابة نصف قرن فقط، وعلى يد أحد كبار
الأدباء والذي استفاد من العلوم المتوفرة له، ومن الاكتشافات الكثيرة التي تمت في
عصره الذي انتشرت فيه علوم الإلكترونيات والذرة ومهدت لعصر الفضاء.
ولكن محمدا.. ذلك الرجل الأمي البسيط.. في تلك المنطقة النائية من العالم..
وفي ذلك الزمن الغابر من التاريخ.. كيف عرف كل هذا؟
علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى أن القمر كان مشتعلا، ثم انطفأ في قوله
تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ
اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ
رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ
فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾ (الاسراء:12)، فآية الليل هي القمر، وآية النهار
هي الشمس، وقد قال ابن عباس في الآية:(لقد كان القمر يضيء كالشمس فطمسنا ضوءه)
الفلكي: ذلك صحيح [1].. فالقمر والأرض والمريخ وكل كواكب المجموعة الشمسية عندما بدأت كانت كلها
مشتعلة، وسبب ذلك هو أن المواد عندما أخذت تتجمع مع بعضها بعد انفجار الشمس الأم
لتكوِّن محيطاً فتندفع إليها القطع الباقية حولها بسرعة جبارة بسبب الجذب ويزداد
ارتطام هذه القطع على الكوكب المتكون فتزيد من حرارته زيادة كبيرة حتى تصل إلى
[1]انظر: ندوة بين
الشيخ عبد المجيد الزنداني، والدكتور فاروق البارز مدرب رواد الفضاء في وكالة
الفضاء الأمريكية ناسا، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.