اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 67
قلت: عرفت موقفك من بولس.. فلنرجع إلى الرسائل الأخرى
وأصحابها.
قال: أنت تعرف أنها سبع رسائل: ثلاث منها ليوحنا، وثنتان
لبطرس، وواحدة لكل من يهوذا، ويعقوب، ثم رؤيا يوحنا اللاهوتي.
فلنؤخر الكلام عن الرؤيا.. ولنبدأ بالرسائل.
قلت: هذه الرسائل تكتسب قدسيتها من كون مؤلفيها من
التلاميذ الإثنى عشر:
فبطرس هو صياد سمك في كفر ناحوم، ويعرف بسمعان، بل إن
محرري قاموس الكتاب المقدس يرجحون كونه من تلاميذ يوحنا المعمدان قبل صحبته
المسيح، وذلك مما يزيدنا به ثقة.
ولذلك يتقدم على سائر تلاميذ المسيح، وقد دعا في أنطاكية
وغيرها، ثم قتل في روما في منتصف القرن الميلادي الأول.
وأما يعقوب، فهو ابن زبدى الصياد ـ أخو يوحنا الإنجيلي ـ
وهو من المقربين للمسيح، وقد تولى رئاسة مجمع أورشليم سنة 34م، وقد كانت وفاته
قتلاً على يد أغريباس الأول عام 44م[1].
أما يهوذا، فقد اختلفت فيه المصادر، فبعضها يذكر أنه يهوذا
أخو يعقوب الصغير أي انه ابن زبدى، وبعضها يذكر أنه الحواري الذي يدعى لباوس
الملقب تداوس.. ولا يهم هذا الاختلاف ما دام لا يخرجه عن الحواريين.
قال: عندما أنظر إلى الطريقة التي تعامل بها المسلمون مع
التراث العظيم الذي وصلهم من النصوص أشعر بالأسى والحزن.
قلت: لم؟
قال: إن المسلمين فرقوا بين كلام ربهم المقدس، وكلام
نبيهم، وكلام أصحابه من بعده.. فوضعوا كل شيء في محله الصحيح.
[1] هذا على الأرجح، وقد ذهب آخرون إلى أن
اليهود قتلوه حين طرحوه من جناح الهيكل ورموه بالحجارة سنة 62م .
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 67