اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 484
في هذا القرن دليل على أنه لم يكتب
للمسلمين العرب، بل كان القصد منه هو أبناء الشعوب غير العربية التى دخلت فى
الإسلام، وكانت جديدة المعرفة بالعربية.
وكل المؤلفات التي ألفت في هذا الباب تحت هذا الاسم أو
غيره ألفت لهذا الغرض.
فما يطلق عليه (غريب القرآن) فى المؤلفات التراثية أو كتب
علوم القرآن، وما تناوله مفسرو القرآن فى تفاسيرهم، هو غريب نسبى لا غريب مطلق.
والغريب النسبى بكل الاعتبارات غريب فصيح سائغ، وليس
غريباً عديم المعنى، أو لا وجود له فى معاجم اللغة ومصادرها، بل هو موضع إجماع بين
علماء اللغة والبيان فى كل عصر ومصر.
قلت: فقد وردت قصة عن ابن عباس تدل على غرابة كلمات قرآنية
كثيرة على العرب.
قال: تقصد ما يسمى بـ (مسائل ابن الأزرق)؟
قلت: أجل.. فهي مسطورة فى كثير من كتب التراث مثل ابن
الأنبارى فى كتابه (الوقف)، والطبرانى فى كتابه (المعجم الكبير)، والمبرد فى كتابه
(الكامل)، وجلال الدين السيوطى فى كتابه (الإتقان فى علوم القرآن)، وغيرهم.
وإن كنت لا تذكر القصة، فهي تنص على أن عبد الله بن عباس
كان جالساً بجوار الكعبة يفسر القرآن، فأبصره رجلان هما: نافع بن الأزرق، ونجدة بن
عويمر، فقال نافع لنجدة:( قم بنا إلى هذا الذى يجترئ على القرآن ويفسره بما لا علم
له به)، فقاما إليه فقالا له:( إنَّا نريد أن نسألك عن أشياء فى كتاب الله،
فتفسرها لنا، وتأتينا بما يصادقه من كلام العرب، فإن الله أنزل القرآن بلسان عربى
مبين )، فقال ابن عباس: سلانى عما بدا لكما. ثم أخذا يسألانه وهو يجيب بلا توقف،
مستشهداً فى إجاباته على كل كلمة، قرآنية سألاه عنها بما يحفظه من الشعر العربى
المأثور عن شعراء الجاهلية، ليبين للسائلين أن القرآن نزل بلسان عربى مبين.
قلت: فما في هذا من الشبهة؟
قال: لولا أن في القرآن غريبا لما احتاج هذان الرجلان إلى
تفسيره.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 484