اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 481
قال:
تستحيل الزيادة في القرآن.. كل حرف له دلالته الخاصة، وعمله الخاص.
أما
هنا، فقد عملت (الواو) عملا بالغ الضرورة، إذ أن أصحاب النار قد سيقوا إلى جهنم،
وهي بعد لم تفتح، حتى إذا وقفوا على أبوابها فتحت عن جملة عذابها، فكان هذا عذابا
ضعفا عليهم.
أما
أصحاب الجنة فقد سيقوا إلى الجنة وأبوابها قد فتحت لهم قبل مجيئهم أي أن تقدير
الآية:( حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها )، وهذا من زيادة الترحيب بأهل الجنة
وتعجيل البشارة لهم.
سكت قليلا، ثم قال: وهكذا فإن
القرآن معجز من حيث اختيار الكلمات التي يعبر بها عن أغراضه، وقد سمعت كثيرا من
المختصين في العلوم المختلفة يبينون دقة القرآن في استعمال كلماته:
فأهل
التشريع والقانون يبيّنون إعجاز القرآن التشريعي، ويبينون اختيارات الألفاظ
التشريعية في القرآن ودقتها في الدلالة على دقة التشريع ورفعته ما لا يصح استبدال
غيرها بها، وأن اختيار هذه الألفاظ في بابها أدق وأعلى مما نبيّن نحن من اختيارات
لغوية وفنية وجمالية.
وأهل
الطب يذكرون أسرار التعبير القرآني من الناحية الطبية التشريحية ودقتها.. ومن ذلك
أن ما ذكره القرآن من مراحل تطور الجنين في الرحم هي التي انتهى إليها العلم مما
لم يكن معروفاً قبل هذا العصر، فاختيار تعبير (العلقة) و (المضغة) أعجب اختيار
علمي:
فاختيار
التعبير بـ (العلقة) اختيار له دلالته، فإن المخلوق في هذه المرحلة أشبه شيء
بالعلقة وهي الطفيلية المعروفة. وكذلك التعبير بـ (المضغة)، فالمضغة هي القطعة من
اللحم قدر ما يمضغ الماضغ. ولكن لاختيار كلمة (مضغة) سبب آخر، ذلك أن المضغة هي
قطعة اللحم الممضوغة أي التي مضغتها الأسنان، وقد أثبت العلم الحديث أن الجنين في
هذه المرحلة ليس قطعة لحم عادية بل هو كقطعة اللحم التي مضغتها الأسنان، فاختيار
لفظ (المضغة) اختيار علمي دقيق، فالقرآن لم يقل (قطعة لحم صغيرة)، ولو قال ذلك
لكان صواباً ولكن قال (مضغة)
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 481