responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 479

تتناول السلوكيات، ولا تذكر العاقبة إلا قليلا[1].

أما في سورة الهمزة، فقد ذكر النتيجة وتعرض للعاقبة، لذلك ناسب أن يذكر بلوغه النهاية في الاتصاف بهذه الصفة، وناسب أيضا أن يذكر في الجزاء صيغة مماثلة فقال:{ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (الهمزة:4)، والنبذ إذلال، والحُطَمة صيغة مبالغة بالتاء تدل على النهاية في الحطم، وهي تفيد أن الجزاء من جنس العمل فكما أنه يبالغ في الهمز، فسيكون مصيره مماثلا في الشدة.

سكت قليلا، ثم قال: أتدري لم قال القرآن على لسان الشيطان:{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (لأعراف:17)، فقد ذكر الجهات الأربع.. ولم يذكر من فوقهم ومن تحتهم؟

قلت: لا أعرف.. ما سر ذلك؟

قال: لقد ورد في القرآن الإخبار بأن هاتين الجهتين مختصتان برحمة الله وعذابه.. ففي الرحمة جاء في القرآن:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة:66)

وجاء في العذاب:{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65)

سكت قليلا، ثم قال: أتدري لم قال القرآن:{ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً )(مريم: 4).. أتدري ما الحكمة من لفظ (اشتعل ) في الآية؟

قلت: ما الحكمة من ذلك؟

قال: الاشتعال هو عملية تحول المادة المشتعلة من حالة إلى حالة أخرى مع استحالة رجوعها


[1] وهي التي وردت في قوله تعالى:) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (القلم:16)

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست