اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 475
قال: لقد جاءت كلمة (السلام) نكرة في قصة يحيى، لأن ذلك
جاء في سياق تعداد نعم الله عليه، وفيها إخبار من الله بأنه قد منح يحيى ( سلاما )
كريما في مواطن ثلاثة: يوم ولادته، ويوم موته، ويوم بعثه حيا في الآخرة.
أما ( السلام ) في قصة المسيح، فقد جاء معرفة، لأن لفظ (
السلام ) هو كلام من المسيح، حيث دعا ربه أن يمنحه السلام في ثلاثة مواطن: يوم
ولادته، ويوم موته، ويوم بعثه حيا في الآخرة.
فبما أن المسيح هو الذي دعا، فمن المؤكد أنه سيُلح في
الدعاء، فيطلب المعالي.. فلذلك عرّف السلام دلالة على أنه يريد السلام الكثير
العام الشامل الغزير.
وفي هذا إشارة كذلك إلى أن السلام الذي حصل عليه المسيح
كان أخص من السلام الذي حصل عليه يحيى، وأن المسيح أفضل من يحيى.
سكت قليلا، ثم قال: لقد وردت آيتان تتحدثان عن أمر واحد في
سورة واحدة.. ومع ذلك اختلف التعبير في كل منها..
أما أولاهما، فقد ذكر فيها القرآن أن الله سيرى العمل هو
ورسوله واكتفى بهما:{ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ
تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة:94)
وأما الثانية، وهي في نفس السورة، فقد ذكر بأنه سيرى الله
عملهم هو ورسوله والمؤمنون:{ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ
وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة:105)
أتدري ما سر ذلك؟
تأملت قليلا، ثم قلت: ما سر ذلك؟
قال: لقد وردت الآية الأولى في سياق الحديث عن المنافقين..
وهم كفار اتخذوا وسيلة إظهار الإسلام وإبطان الكفر محاولة لنقض الإسلام من داخله..
أما الثانية فقد جاءت في سياق الحديث عن المؤمنين الصالحين ودعوتهم إلى العمل
الصالح وخاصة دفع الزكاة.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 475