responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

قال: لقد لاحظت من خلال دراستي الموضوعية لهذا الإنجيل أن كاتبه ليس متى الحواري.

قلت: ما تقول؟

قال: اصبر علي.. لقد رأيت كاتب هذا الإنجيل الذي هو في الأصل متى يعتمد في إنجيله على إنجيل مرقس، فقد نقل من مرقس ستمائة فقرة من فقرات مرقس الستمائة والاثني عشر.

وليست هذه ملاحظتي فقط.. بل يقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى:( إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس، وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله )

ويضيف القس فهيم عزيز أن اعتماد متى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين، فإذا كان متى هو كاتب الإنجيل، فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات أيام دعوة المسيح؟ كيف لأحد التلاميذ الإثني عشر أن ينقل عنه؟

بالإضافة إلى هذا.. فإن هناك في إنجيل متى ما يؤكد هذه الشكوك..

لقد ذكر متى العشار مرتين، ولم يشر أي إشارة إلى أنه الكاتب، فقد ذكره بين التلاميذ الإثنى عشر، ولم يجعله أولاً ولا آخراً، ثم لما تحدث عن اتباعه للمسيح قال:( وفيما يسوع مجتاز هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له: اتبعني فقام وتبعه ) ( متى: 9/9)

ألا ترى أنه استخدم أسلوب الغائب.. فلو كان هو الكاتب لقال:( قال لي).. ( تبعته ).. ( رآني)

قلت: فمن مؤلف إنجيل متى إذن إذا لم يكن هو متى؟

قال: هذا سؤال وجيه.. سألته لنفسي.. وقد حاولت أن أدرس المؤلف دراسة نفسية، وقد وجدت أنه ـ كما يظهر في إنجيله ـ مسيحي يهودي يربط بين التوراة وحياة المسيح.

وقد وجدت كولمان يصل إلى نفس النتيجة، فهو يصفه بقوله:( يقطع الحبال التي تربطه باليهودية مع حرصه على الاستمرار في خط العهد القديم، فهو كاتب يهودي يحترم الناموس، ويعتبر بذلك من البعيدين عن مدرسة بولس الذي لا يحترم الناموس، فهو يقول:( فمن نقض

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست