responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 439

التي ترتبط بها.

قلت: أجل.. وقد أحسنت في ذكرك لانسجام النفس مع نفسها.. فأول الخلق يبدأ من النفس ومع النفس.. ومن لم يتخلق مع نفسه لم يتخلق مع غيرها.

قال: أجل.. ولكن الشأن ليس في تعريف الخلق، وإنما في تربية النفس عليه.

قلت: ألا ترى في الكتاب المقدس ما يكفي لهذه الناحية؟

قال: أصدقك في هذا البعد كما صدقتك في ذلك البعد.. لست أدري أي شخصية أخلاقية يمكن للكتاب المقدس أن يؤسسها؟

قلت: ما الذي تقصد؟

قال: في الكتاب المقدس نماذج متناقضة.. ولست أدري أيها يصلح لأن يكون محل قدوة.. فهناك العفيف الذي لا يمد حتى بصره، وهناك المنحرف الذي لا ينجو منه حتى محارمه.. وهناك المسالم.. وهناك المحارب الظالم..

قلت: هذه نماذج الناس.. ولا بد أن يتحدث الكتاب المقدس عنها جميعا.

قال: ليس العيب في أن يتحدث عنها.. ولكن العيب في أن يثني عليها.. بل يدعو لها.

سكت قليلا، وقال: إذا درسنا للطالب نموذج شمشون.. فما تراه يخرج لنا؟

لم أدر بما أجيبه، فقال: سيخرج لنا طلبة يمارسون ما يمارسه الفتوة.

قلت: فدرسوهم نماذج أخرى.

قال: كل نموذج ندرسه نجد فيه من العيوب ما يحول بيننا وبين اعتباره نموذجا مثاليا لصاحب الخلق الرفيع.. بالإضافة إلى ذلك لا نجد في الكتاب المقدس احتراما للأخلاق، ولا تعظيما لها، ولا تبينا لسبيل تحصيلها، ولا ذكرا لآحاد أفرادها مما يملأ النفس بها.

قلت: هذه الأمور مما يجتهد فيه العقل.. ولا علاقة للكتاب المقدس بمثل هذا.

قال: ولكني رأيت كتاب المسلمين.. القرآن.. وكأنه مدرسة متكاملة في الأخلاق.. فهو

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست