سكت قليلا، ثم قال: في جميع قصص القرآن نجد هذا الأسلوب..
القرآن لا يقصص القصص لأجل القصص، وإنما لأجل تثبيت قضايا الإيمان.. هو يتخذ من
القص الذي تشتهيه النفوس وسيلة لجذبها إلى الإيمان.
وفي الأحكام نجد نفس الأسلوب.. وتستطيع أن تجري مقارنة
بسيطة بين النصوص التي وردت في أحكام الطلاق في الكتاب المقدس، وبين مثيلتها في
القرآن.
ففي الكتاب المقدس، وفي (تثنية: 24/1-5):( 1 اذا اخذ رجل
امرأة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب
طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر فان
ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا
مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود
ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست. لان ذلك رجس لدى الرب. فلا تجلب خطية على
الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا اذا اتخذ رجل امرأة جديدة فلا يخرج في الجند ولا
يحمل عليه امر ما. حرا يكون في بيته سنة واحدة ويسرّ امرأته التي اخذها )
أرأيت.. الكتاب المقدس ينص على الأحكام كما تنص عليها جميع
قوانين الدنيا.. وإذا ذكر الله ذكره بعنصرية مقيتة:( لان ذلك رجس لدى الرب. فلا
تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب إلهك نصيبا )