اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 434
تبرمجه بعد ذلك ليسير في الحياة وفق ما تمليه حقيقة الكون
والإنسان والحياة.
قلت: فقد جاء الكتاب المقدس ليقرر هذه المعارف الكبرى التي
تنبني عليها القناعات.
قال: أجل.. وأنا لا أشك في ذلك.. لكني لا أرى للكتاب
المقدس كبير اهتمام بهذه الناحية.
قلت: ما تقول؟
قال: مع أن القضايا الإيمانية هي المحور الأساسي للدين إلا
أني أجد الكتاب المقدس يكاد يعتبرها قضايا ثانوية.. بل هو أحيانا يسيء إليها من
خلال أشياء كثيرة.
قلت: هذا كلام مجمل.. هات تفاصيله.
قال: لو جمعنا جميع ما تحدث به الكتاب المقدس عن الله
وصفات الله لم يشكل جميع ما جمعناه إصحاحا واحدا ذا صفحات محدودة.. إن ما ذكره
الكتاب المقدس عن صفة الهيكل أو صفة التابوت أو وكلاء داود أكثر بكثير من حديثه عن
الله وعن صفات الله وعن قضايا الإيمان.
فكيف تريد من هذه القضايا أن تتقرر في نفوس طلبة الكتاب
المقدس، وهم يرون هذا الاحتقار للإيمان في كتابهم الذي ينهلون منه؟
سكت قليلا، وكأنه يريد أن يقول شيئا، ولكنه يتردد في قوله،
فأردت أن أزيح تردده، فقلت: كلامك صحيح.. أنا ـ شخصيا ـ أشعر بهذا.. أفتح الكتاب
المقدس لأتعرف على الله.. فأجدني أتيه عن الله بأنساب بني إسرائيل.
شعر ببعض الشجاعة، فراح يقول: أجل.. أحيانا يخيل إلي ـ أنا
كذلك ـ أنه كتاب تاريخ.. بل تاريخ أسرة من الأسر البشرية..
والقصور ليس في هذه الناحية فقط.. حتى الأسفار التي تتحدث
عن قضايا الإيمان تتحدث عنها بنوع من الإلغاز لا يفهمها إلا خاصتنا، ولا يفكونه
إلا بضروب من التأويل المتكلف.
قلت: كل ما تقوله صحيح.. ولكن ما الحل؟
قال: لست أدري..
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 434