اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 412
يمنحك نعمة ويؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك
أورشليم ويكون اسمك محصى في عداد القديسين و الابرار) (يهوديت:2 -8)
ألا ترى هؤلاء الشيوخ الأجلاء كيف يرون هذه المرأة الصالحة
الجميلة تذهب إلى عدوهم الذي لن يقصر في انتهاك عرضها، ومع ذلك يدعون لها، ولا
يمنعونها، بل إن في كلامهم هذا تشجيعا ظاهرا لها.. أين الغيرة والرجولة في نفوس
هؤلاء؟.. إن الكتاب المقدس بهذا لا يكتفي بتزيين الرذيلة، بل يوفر البيئة الصالحة
لتقبلها وتشجيعها.
لا يكتفي السفر بهذه التفاصيل.. بل هو مغرم بتفاصيل
الرذيلة حتى تمتلئ العين بمشاهدتها.. اسمع ما يقول السفر:( فدخل حينئذ بوغا على
يهوديت وقال: لا تحتشمي أيتها الفتاة الصالحة أن تدخلي على سيدي و تكرمي أمام وجهه
و تأكلي معه وتشربي خمرا بفرح.. فأجابته يهوديت من أنا حتى أخالف سيدي، كل ما حسن
وجاد في عينيه فأنا أصنعه وكل ما يرضى به فهو عندي حسن جدا كل أيام حياتي.. ثم
قامت و تزينت بملابسها و دخلت فوقفت أمامه، فاضطرب قلب أليفانا لأنه كان قد اشتدت
شهوته، وقال لها أليفانا: اشربي الآن واتكئي بفرح فإنك قد ظفرت أمامي بحظوة، فقالت
يهوديت: اشرب يا سيدي من أجل أنها قد عظمت نفسي اليوم أكثر من جميع أيام حياتي، ثم
أخذت و أكلت و شربت بحضرته مما كانت قد هيأته لها جاريتها، ففرح أليفانا بازائها
وشرب من الخمر شيئا كثيرا جدا أكثر مما شرب في جميع حياته (يهوديت: 12-20)
وهكذا يستمر هذه السفر في إعطاء المرأة هذه الوسيلة..
وسيلة الإغواء.. لتستعملها بعد ذلك في كل ما تريد تحقيقه.
ليست يهوديت وحدها من مجدت لأجل هذا السلوك.. توجد أخرى
نجحت فى أن يكون لها سفر هي الأخرى باسمها.. إنها استير.. تلك المرأة التى نجحت فى
انقاذ شعب الله المختار من أعدائه مستفيدة من سلوك يهوديت.
سكت قليلا، ثم قال: لقد بحثت في آثار هذه الكلمات في تاريخ
الكنيسة القديم والحديث
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 412