اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 391
ثامنا ـ الأدب
في اليوم الثامن.. خرجت إلى المطبعة التي يطبع فيها الكتاب
المقدس، وقد كنت أود من خلال زيارتي هذه التعرف على حال العمال الذين كلفوا بهذه
المهمة الخطيرة.. مهمة إخراج الكتاب المقدس للناس.
كانت المطبعة في غاية النظافة والتنظيم، وكان الهدوء يملأ
أركانها، فلا تسمع فيها إلا صوت الآلات، وهي تؤدي وظائفها بغاية الإتقان والجودة.
اقتربت من بعض العمال، وقلت له: مبارك لكم هذا العمل
العظيم.. لقد انتدبكم الله لنشر الكتاب المقدس.. أنتم الآن تقومون بنفس الدور الذي
قام به الأنبياء.
نظر إلي بعين حزينة، وقال: شكرا.. سيدي..
انصرفت لأتحدث مع عامل آخر، فاستوقفني، وقال: هل تأذن لي ـ
سيدي ـ في أن أقول لك شيئا؟
قلت: أنا طوع أمرك.. ما الذي تريده.. لا تستح.. إن كنت
تريد مالا، فسنعطيك ما يسد حاجتك؟
قال: لا.. أنتم تعطونني فوق حاجتي.. ولكني أريد شيئا آخر..
لا أجرؤ على قوله.
قلت: لا حرج عليك.. فلن ترى مني إلا الرحمة.. ألسنا أتباع
المسيح؟
قال: بلى.. وأبارك لك هذا الخلق الرفيع.. ولكن الكلام الذي
أريد أن أقوله لك له علاقة بالكتاب المقدس.
خشيت أن يكون قد فطن لما قام به أخي من حذف للأقواس، وخشيت
أن ينكر ذلك علينا، وقد ينشر ذلك الإنكار، فنفتضح به، فقلت: لقد جعل الله الكتاب
المقدس منارة تهتدي بها الأجيال، فلذلك قد يعرض للأجيال في أطوارها المختلفة ما
يستدعي بعض التصرفات.. هي
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 391