responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383

قال: فما الذي جعلك تعتبر كلامه صادرا من ذاته.. لا من الحقيقة التي عاش من أجلها.

قلت: أرى أن هذا الكتاب مهما حوى من التفاصيل إلا أنه أقصر من أن يضم جميع الحقائق التي تروي الحاجات البشرية.. إن الحاجات البشرية كمحيط واسع لا تكفيه جميع بحار الدنيا.. فكيف يكفيه كتاب يضم كلمات محدودة وصفحات معدودة؟

قال: لقد تحدث الإمام بديع الزمان عن هذا.. لا شك أنك تعرفه.. لقد أرسل رسالة إلى بابا الفاتيكان في حياته.. وأنتم لا تكنون له إلا الاحترام.

قلت: أجل.. أعرفه.. لا شك في صدقه.. فما قال؟

قال: لقد رد على ما وقع في نفسك من تلك الشبهة بقوله:( نعم! انك اذا نظرت الى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفاً، واضاءته سائر العلوم الاسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي اذا نظرت الى الآيات من خلال ستار الأُلفة، فانك بلا شك لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل آية، وكيف انها تبدد الظلمات الدامسة بنورها الوهاج. ومن بعد ذلك لا تتذوق وجه اعجاز القرآن من بين وجوهه الكثيرة )

وكعادته في استعمال الأمثال، فقد ذكر المثال المقرب لهذه الحقيقة، فقال:( واذا أردت مشاهدة اعظم درجة لأعجاز القرآن الكثيرة، فاستمع الى هذا المثال وتأمل فيه: لنفرض شجرة عجيبة في منتهى العلو والغرابة وفي غاية الانتشار والسعة؛ قد اُسدل عليها غطاء الغيب، فاستترت طي طبقات الغيب.

فمن المعلوم أن هناك توازناً وتناسباً وعلاقاتِ ارتباط بين اغصان الشجرة وثمراتها واوراقها وازاهيرها - كما هو موجود بين اعضاء جسم الانسان - فكل جزء من أجزائها يأخذ شكلاً معيناً وصورة معينة حسب ماهية تلك الشجرة.

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست