responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368

قلت: ولكني أرى المسلمين يمارسون من الطقوس ما نمارس.. إنهم يغرقون في عبودية الظاهر، وفي الاشتغال بالرسوم.

قال: صدقت.. وقد تأملت في هذه الظواهر السلوكية، وحاولت أن أبحث في علاقتها بالباطن الذي يعبد الله به، فوجدت تلازما كبيرا بين السلوك الظاهر والترقي الباطن.

لقد تصور بولس أن السلوك الظاهر حجاب عن السلوك الباطن فوقع في الزندقة.. نعم أنا مسيحي.. وأقول ذلك.

ذلك أن الله يعبد بالظاهر ويعبد بالباطن، ولا يمكن للباطن أن يصلح إلا بأسلحة الظاهر، ولهذا نص القرآن على الاستعانة على التحقق بالإيمان الباطني بالسلوط الظاهري، فهو يقول:{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}(البقرة:45)، ويقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:153)

والقرآن يضع لتحقيق ذلك من العبادات الظاهرة ما يملأ النفس بالمعاني الباطنة:

وأولها الصلاة، فالصلاة تشكل ركنا أساسيا من أركان الإسلام، وهي لذلك يكثر الأمر بها في القرآن.. ويكثر الأمر بها بصيغة الإقامة المعبرة عن الأداء الحقيقي الكامل، والقرآن يخبر أن مثل هذه الصلاة سوف توفر لصاحبها الاستقامة على منهج الله:{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}(العنكبوت:45)

والقرآن يأمر بالصلاة الخاشعة التي يجتمع فيها الجسد والقلب على التوجه لله، ففي القرآن في صفة المفلحين:{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}(المؤمنون:2).. بل هو يخبر أنه لا ينتفع بالصلاة إلا الخاشعون الذين تخف عليهم حركاتهم لإدراكهم لرموزها:{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}(البقرة:45)

سكت قليلا، ثم قال: لقد تأملت في جميع حركات الصلاة وأقوالها، فوجدتها كلها تنهض

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست