اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 353
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي
الألْبَابِ }، ثم قال:( ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها )[1]
ذرف بعض الدموع، ثم قال: بالقرآن تعيش أجواء روحية عالية
تفتقد مثلها، وأنت تقرأ الكتاب المقدس.
لقد قارنت بين الدعاء في القرآن، والدعاء في الكتاب
المقدس، فوجدت فرقا كبيرا:
الدعاء في القرآن ينبئ عن علاقة روحية عميقة للداعي بالله،
فهو يستشعر قربه وحضوره، وكرمه، فهو لا يدعوه فقط ليحقق مطالبه، وإنما يشعر بأنه
يتقرب إليه، ويقترب منه.
ليس ذلك فقط، بل اعتبر عدم رفع الأيدي بالدعاء نوعا من
أنواع الكبر، فقد جاء تتمة للآية التي
ذكرتها:{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( (غافر: 60)
والقرآن يحكي دعوات المؤمنين ولجوءهم الدائم إلى الله:
ففي الوقت الذي يهتم فيه الكتاب المقدس بتفاصيل بنيان
الهيكل، وما وضع فيه من الذهب الخالص، وفي الوقت الذي يذكر الصفحات الكثيرة في صفة
التابوت.. يقتصر القرآن عند إخباره عن بناء إبراهيم للكعبة، هو وابنه إسماعيل على
دعاء الله والتوجه إليه.. اسمع ما يقول القرآن:{ وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ
الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ
كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ