responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 347

سادسا ـ الروحانية

اليوم السادس، كان يوم أحد، وقد كلفوني بإجراء الطقوس الدينية، وقراءة الموعظة، لكني أبيت، وطلبت من أخي أن يقوم بدلا مني بذلك.. لقد كان يتقن فن التأثير في مثل هذه المجامع إتقانا عظيما.. وبسبب هذا الإتقان ترقينا في مراتب الكنيسة إلى الكرسي الذي كنا نحلم به جميعا.

جلست أنا مع المصلين في كرسي من الكراسي، وقعدت أسمع كما يسمع سائر المصلين، وأتحرك كما يتحركون.

كان بجواري رجل.. كان يفعل مثلما أفعل.. ولا يبدو عليه أي تأثر مثلما لا يبدو علي.. لقد كانت النغمات جميلة تهز الجبال بجمالها، ولكني في نفس الوقت كنت أفتقد المعنى الذي يهز نفسي لجمالها.

لقد كان الكلام الذي يردد في هذه المجالس التي نسميها صلاة هو نفس الكلام الذي أسمعه في بلادي.. إنه نوع من النواح على المسيح وصلب المسيح.. وهو في نفس الوقت نوع من العزاء.. فالمسيح الذي صلب لم يكن إلا جسدا.. أما المسيح الإله.. فهو إله دائما.

كان هذا أكثر ما نسمعه، ولم يكن هذا يكفي لملأ روحي التي لا تقل عن عقلي شوقا لعالم الحقائق.. العالم الذي يجتمع فيه المنطق العقلي مع الأشواق الروحية.

بعدما خرجنا من الكنيسة فوجئنا بصوت الآذان يرتفع من مآذن الإسكندرية.. لقد كان صوتا حانيا قويا عميقا.. لكأنه يأتي من السماء، ولا يرتفع من الأرض.. لقد كان هناك فرق كبير بين الأجراس التي ندقها.. وبين الآذان الذي ينادي به المسلمون.

بقيت مستغرقا أتأمل ألفاظ الآذان ومدى انسجامها مع العقل.. ومدى صلاحها لإرواء الروح.. ومدى اتفاقها مع الدعوة إلى الصلاة.

بينما أنا كذلك إذ أمسك بيدي من كان يجاورني في الصلاة في الكنيسة، وقال: مرحبا بك في

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست