اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 340
ثيابه ويكون نجسا إلى المساء. جميعها محظورة عليكم.. إن
وقعت جثة أحد هذه الحيوانات على شيء فإنه يتنجس، سواء أكان آنية من خشب أم قماش أم
جلد أم مسح، أم أي شيء يستخدم في عمل ما. يوضع في ماء ويكون نجسا إلى المساء، ثم
يطهر. أما إن وقعت جثة أحدها في إناء خزفي، فإن ما في الإناء يتنجس، وأما الإناء
فيكسر )( اللاويين:11: 23 )
لست أدري لماذا تظل النجاسة حتى
المساء؟.. ولماذا يكسر الوعاء الخزفي، ولا يغسل؟..
وما سبب نجاسة الحيوان الذي لا يؤكل؟
بالإضافة إلى هذا.. فإن
هناك أحكام تعجيزية غاية في الغرابة.. اسمع هذا الحكم الغريب الذي ورد في سفر
العدد ( 19: 1 - 10 ):( وقال الرب لموسى وهرون: (هذه هي متطلبات الشريعة التي آمر
بها: قل لبني إسرائيل أن يأتوك ببقرة حمراء سليمة خالية من كل عيب، لم يعلها نير،
فتعطونها لألعازار الكاهن، ليأخذها إلى خارج المخيم وتذبح أمامه. ويغمس الكاهن
إصبعه بدمها ويرش منه نحو وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. وتحرق البقرة بجلدها ولحمها
ودمها مع فرثها على مشهد منه، ثم يأخذ خشب أرز وزوفا، وخيطا أحمر، ويطرحها في وسط
النيران. ثم يغسل الكاهن ثيابه ويستحم بماء، وبعد ذلك يدخل المخيم، ويظل الكاهن
نجسا إلى المساء. ويغسل الرجل الذي أحرق البقرة ثيابه بماء ويستحم، ويظل أيضا نجسا
إلى المساء. ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويلقيه خارج المخيم في موضع طاهر، فيظل
محفوظا لجماعة إسرائيل لاستخدامه في ماء التطهير. إنها ذبيحة خطيئة. وعلى من جمع
رماد البقرة أن يغسل ثيابه ويظل نجسا إلى المساء، فتكون هذه فريضة دائمة لبني
إسرائيل وللغريب المقيم في وسطهم )
قلت: إن شريعة التطهير بالبقرة الحمراء[1] هي شريعة موسى لا شريعتنا.. لأننا قد طهرنا بدماء
[1] لا تزال البقرة الصغيرة الحمراء Red
Heifer (بالعبرية
«باراه» أو «دوماه») موضع اهتمام كبير من اليهود، ذلك أن لهم شروطا تعجيزية فيها،
ذلك أنها يجب أن تكون حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير (عدد 19/2). وقد
جاء في التلمود أن البقرة لابد أن تكون حمراء تماماً، ليس بها أية تموجات، وحتى
وجود شعرتين سوداوين على ظهرها يجعلها لا تصلح لأن تكون بقرة مقدَّسة تفي بهذا
الغرض. ويبدو أن الأحمر رمز الخطيئة. والسفر الرابع من السدر السادس في التلمود
(سدر طهوروت) يُدعى «باراه»، ويتناول الشعائر الخاصة بالبقرة الحمراء الصغيرة.
وسر
هذا الاهتمام بها أن جثة الميت من أهم مصادر النجاسة بالنسبة للكهنة، فأي كاهن
يلامس جثة يهودي أو يتصل بها، حتى ولو بشكل غير مباشر (كأن يسير على مقبرة أو حتى
يوجد في مستشفى أو منزل يضم جثة) فإنها تنجسه، على عكس جثث الأغيار فهي لا تسبِّب
أية نجاسة لأنها لا قداسة لها.
ولهذا
يوجد الآن في إسرائيل معهد لدراسة البقرة الحمراء، وقد اقترحت إحدى المجلات
العلمية الدينية في إسرائيل أن تُعزَل امرأة يهودية حامل من إحدى الأسر الكهنوتية
داخل منزل يُبنى على أعمدة حتى يُعزَل المنزل نفسه عن أي جثث يهودية قد تكون موجودة
تحته، ويقوم رجال آليون بتوليدها، ثم يقومون بعد ذلك على تنشئة الطفل بعيداً عن كل
البشر، حتى يصل سنه الثالثة عشرة. ساعتها، يمكنه أن يصبح كاهناً طاهراً فيُضحي
بالبقرة الحمراء، وتُحَل المشكلة.
وقد
اقترح آخرون القيام ببعض الحفائر حول بقايا الهيكل، فقد يُعثَر على زجاجة تضم
بقايا رماد البقرة الحمراء، وتُحل بذلك المعضلة.
لكن
مجلة تايم نشرت في عدد 16 أكتوبر 1989 أنه تقرَّر أن يبدأ الكهنة في تطهير
أجسادهم، وأن ممثلي الحاخامية الأساسية في إسرائيل قضوا أسبوعين في أوربا يبحثون
عن جنين بقرة حمراء ليُزرَع في إحدى أبقار مزرعة في إسرائيل.
انظر:
الموسوعة اليهودية لعبد الوهاب المسيري .. وانظر في الموسوعة نفسها عن غرائب أخرى
ترتبط بالطهارة في الشريعة اليهودية.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 340