responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232

بطريقة من طرق الاستثمار.

لعل أهم ما ورد تكراره في القرآن ـ بحسب الظاهر ـ ثلاثة مواضيع كبرى هي: قصص الأنبياء مع أقوامهم، وصور النعيم والعذاب فى اليوم الآخر، ومظاهر القدرة الإلهية.. وهي من أكثر الموضوعات ورودا فى القرآن، ولكنهما مع ذلك ترد يصور مختلفة كل مرة.. وفي ذلك لون من الإعجاز، فقلما يستطيع البشر أن يعبروا عن المعنى الواحد بصور تعبير مختلفة.

سأختار من الموضوع الأول مثالا يقرب لك هذا.. خذ نموذج قصة نوح فى ثلاث سور من القرآن، هي سورة هود من الآية (25-44)، وسورة الأعراف من الآية (59-64)، وسورة الشعراء من الآية ( 105-122)

إنها قصة واحدة.. هي قصة نوح مع قومه، وجدالهم معه، وردوده عليهم، وتكذيبهم له، وإغراقهم فى النهاية ونجاة المؤمنين0.

ولكنا نجد أن لها صورا متعددة في هذه السور، وإن تشابهت فى عمومياتها، وفى بدئها، وفى نهايتها.

واختلاف الصور فى طرق السرد المختلفة جمال في حد ذاته، لأنه يعطينا فى كل مرة جوا مختلفا للقصة فى نفس القارئ، والسامع، فكأنها قصة جديدة، مع أن الأشخاص هم هم، والوقائع هى هى.

وقد ذكرت لك أن القصص فى القرآن لا يرد لمجرد القصص ـ وإن كان مشتملا من الناحية الفنية الجمالية على عناصر الجمال الفنى التى تجعل له مدخلا لطيفا إلى النفس، فيكون أبلغ تأثيرا فيها، مما لو كان مجرد فكرة أو قضية تخاطب العقل وحده ولا تخاطب الوجدان ـ وإنما رسالة تؤدى هدفا دعويا مما يشتمل عليه كتاب الدعوة الأعظم، فى تناسق كامل بين الهدف الدعوى والجمال الفنى.

ولما كانت الأهداف الدعوية كثيرة ومتعددة ومختلفة، يجئ القصص القرآنى فى صورة

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست