اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 214
الذهب أكثر مما تمجد الرب..
قلت: ولكن القرآن الذي ترجع إليه كل حين تحدث عن الذهب..
قال: لقد رغب القرآن في ذهب الجنة لا في ذهب الدنيا.. هو
يعلم أن البشر بطبعهم يحبون هذا النوع من المعادن، فراح يستغل هذا الجانب النفسي
في تنمية السلوك الصالح بترغيبهم في ذهب الآخرة.. اسمع ما ورد في القرآن من هذا،
ثم قارنه بالكتاب المقدس:{ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ
ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى
الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً}(الكهف:31).. وفيه:{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}(الحج:23).. وفيه:{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ
بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ
وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(الزخرف:71)
القرآن يذكر كل هذا وغيره في معرض الترغيب في الآخرة التي
هي حصاد زرع الدنيا.. وهو بذكره هذا يزهد في ذلك الذهب الخالص الذي أغرمت بذكره
كتبنا المقدسة.
قلت: سلمت لك بكثير من هذا.. ولكن القرآن نفسه يحتوي لغوا
كثيرا.
قال: أين تجد هذا اللغو.. اذكر لي آية واحدة.. بل كلمة
واحدة.
قلت: بل سأذكر لك كلمات.. لقد جاء فى فواتح تسع وعشرين
سورة من القرآن حروفا عاطلة، لا معاني لها[1].. وأنت تعلم أن ما خوى
من المعنى المفيد كان لغوا.