اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
قلت: أنت تنتقي من الكتاب المقدس ما ترمي به جميع الكتاب
المقدس..
الكتاب المقدس معان كثيرة جليلة.. نعم.. قد يتخللها ما
نتصوره أنه ليس منها.. ولكنها في جملتها كلمات مقدسة تحوي الحقائق الأبدية.
قال: سأتعامل معك بمثل ما تعاملتم به مع القرآن.. ألستم
تعتبرون التشابه الذي بين القصص القرآني وقصص الكتاب المقدس وحده كافيا لاعتبار
القرآن نسخة مشوهة عن الكتاب المقدس؟
صمت، فقال: فاقبلوا أن نتعامل مع الكتاب المقدس بمثل هذا..
ولكن لا في القصص وحدها، فمن السهل على المرء أن يخترع أي قصة .. ولكن في قضايا
الدين الأساسية.. في العقائد التي يتميز بها الدين عن غيره.
المسيحية تعتمد على المسيح بالدرجة الأولى.. فسيرته هي
الدين.. والدين هو سيرته.. بل إنها تجعله إلها، أو أقنوما من إله..
فإذا أثبت لك أن النصوص التي تعتمد عليها المسيحية في
إثبات هذه العقائد توجد في كتب مقدسة سابقة عليها.. بل في ديانات سابقة عليها.. هل
ستعامل الكتاب المقدس بمثل ما تعامل به القرآن.. أم ستعود إلى منطق الانحياز
والكيل بالمكاييل المختلفة كما يفعل قومي وقومك؟
قلت: أهناك مصادر ترى أن قومنا استقوا منها عقائدنا غير ما
في الكتاب المقدس؟
قال: كثيرون هم من قالوا بمثل ما قال قومنا، واعتقدوا ما
اعتقد قومنا[1]، ونحن لا نلتفت
[1] ألفت كتب مهمة للدلالة على هذا لعل
أهمها كتاب: Incarnation in Hinduism and Christianity: The myth of the God Man.أي « التجسد في الهندوسية والمسيحية: أسطورة
الإله ـ الإنسان » لمؤلف وباحث أمريكي معاصر، وأمين مكتبة إلهيات في نيوجرسي، يدعى
الأستاذ: دانييل إي. باسوك Daniel E. Bassuk وقد ترجمه إلى العربية وقـدّم له وعـلّق عليه:
سـعـد رسـتم. و يتضمن الكتاب عرضاً مقارناً لعقيدة التجسد ـ أي الاعتقاد بظهور
الله بشكل إنسان على الأرض ـ في الديانة الهندوسية والديانة النصرانية.
ومؤلف
الكتاب من جملة المحققين الغربيين المعاصرين الذين ذهبوا إلى أن عقيدة التجسد في
المسيحية عقيدة خرافية وفكرة وثنية دخيلة نفذت إلى المسيحية من وثنية اليونان و
الرومان، الأمتان اللتان كان لهما الدور الأساسي في انتشار المسيحية.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189