اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 179
كرم الملك. وأصدر الملك أمره إلى كبار رجال قصره أن يقدموا
الخمور حسب رغبة كل مدعو من غير قيود، وأقامت وشتي الملكة وليمة أخرى للنساء في قصر
الملك أحشويروش)(إستير:1/1-9)
ويمضي السفر كما تمضي حكايات ألف ليلة وليلة لا يتحدث عن
الله ولا يعرف به، فكيف تعتبر هذا كتابا مقدسا؟
قلت: إن هذا الكتاب يتحدث عن جزء من تاريخ بني إسرائيل.
قال: لقد مر محمد بظروف خطيرة جدا.. ولكنك لن ترى لها أي
أثر في كتابه.. لقد ولد له ولد واحد بعد النبوة، كان هو الولد الوحيد الذكر، ومات
الولد.. وحصل أن كسفت الشمس يوم موته حتى ظن الناس أنها كسفت بسبب موت ابنه.. لكنه
لم يستغل الحادثة، ولم ينزل فيها أي قرآن.. بل قال: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات
الله، وإنهما لا تخسفان لموت أحد، فإذا كان ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم) [1]
اذهب إلى القرآن هل ترى فيه تلك المأساة العظيمة التي حصلت
للمسلمين، وهم يؤذون في مكة.. لقد ضرب محمد في الطائف، فلم تنزل آية واحدة في سب
أهل الطائف ولا في لعنتهم.. ومر محمد مع عشيرته بسنين حوصروا فيها وجوعوا.. فلم
تنزل آية واحدة تخبر عن ذلك الموقف الشديد.. أتدري لم؟
قلت: لم؟
قال: لأن القرآن للبشرية جميعا، لا لفئة محدودة.. وهو لذلك
يهتم بالتعريف بالله وبيان سبيل السلوك إليه، ولا يهتم بالتواريخ القومية التي
تفوح من الكتاب المقدس.