اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 162
قال: لقد ذكر القرآن هذه الشبهة.. وهو دليل على أنها شبهة
ساقطة، لأن الإنسان في العادة يفر من الأقوال التي يرى فيها خطرا عليه..
اسمع لما ورد في القرآن من تعلق المشركين بهذه الشبهة:{ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا
حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا
إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } (الأنعام:25).. { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ
آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ
هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }(الأنفال:31)
قلت: علمت مصادر الشبهة، فما الرد عليها؟
قال: إن هؤلاء الذين يوردون هذه الشبهة يغيبون عن المعاني
العميقة التي يحويها القرآن بالجدل في الوسائل التي يستعملها.. ولو أنهم تأملوا
غايات القرآن لعرفوا سر اختيار هذا النوع من القصص، والذي سماه القرآن أحسن القصص:{ نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ
كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (يوسف:3)
فأحسن القصص هو ما توفرت فيه الواقعية بالإضافة إلى
صلاحيته كنموذج سلوكي رفيع يمكن أن يحتذى.
ولهذا لما ذكر القرآن أسماء الأنبياء الذين وردت مشاهد من
حياتهم فيه قال:{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ
اقْتَدِهْ }(الأنعام: 90)
أرأيت لو أن القرآن ذكر لهم اسما غريبا لم يعرفوه.. ثم ذكر
لهم من المشاهد الرفيعة ما دعاهم إلى سلوك مثله.. أكانوا يقبلون؟
سيقولون حينها:( افتراه ).. لقد ذكر القرآن هذا:{ أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(يونس:38).. { أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(هود:13)..{ أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا
بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ}(هود:35)، وغيرها من الآيات، وهي تدل
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 162