responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143

يُخرق ثوبه من الخلف؟!

صمت، فقال: إذا سلمنا برواية التوراة فيوسف ليس عفيفاً، بل يكون للمرأة الحق فى دعواها ؛ لأن يوسف لا يخلع ثوبه سليماً إلا إذا كان هو الراغب، وهى الآبية.

قلت: لكن المرأة هي التي خلعت له ثوبه.

قال: وهذا يدل على استسلامه لها.. وهو ما يصحح رغبته فيها.

لكن لو قلنا بأنه فر، وأمسكت المرأة بثوبه، لكنه ظل فارا إلى أن تقطع ثوبه، يكون ذلك دليلا على عفافه، وهو نفس ما استدل به الشاهد من أهلها عندما قال:{ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}(يوسف:27)، بل هو نفس ما استدل به العزيز عندما صدق الشاهد:{ فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}(يوسف:28)، وهو لم يصدقه إلا لأن العقل يتوافق مع قوله.

سكت قليلا، ثم قال: هل ترى القرآن في هذه القصة يقتبس من التوراة؟!

قلت: أصل القصة في التوراة.

قال: فرق كبير بين الاتفاق في الأصل، وبين الاقتباس..

المقتبس لا بد من أن ينقل الفكرة كلها أو بعضها، وقد رأيت أن القرآن يتجاوز كل هذا، فيأتى بجديد لم يذكر فيما سواه، بل يصحح خطأ وقع فيه ما سواه.

ليس الاختلاف بين القرآن والتوراة، أو بين القرآن وجميع الكتاب المقدس اختلافا في التعبير أو في الحَبْكٍ والصياغة.. إنه اختلاف عميق يشمل الأصول والفروع.. بالإضافة إلى إحكام البناء وعفة الألفاظ وشرف المعانى.

أيهما في رأيك أعظم أدبا، وأشرف لفظا: قول التوراة:( اضطجع معى )، التي تكررها كل حين، وهي عبارة مبتذلة فاضحة تكاد تجسم معناها تجسيماً، أو عبارة القرآن التي هي { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}(يوسف: 23)؟

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست