responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

هذه الحجب التي تحول بيني وبين محمد.. فليس من بينها العقل.. العقل وحده يقف في معارضة كل هذه الحجب.

قال ذلك بنبرة حزينة تخفي آلاما لست أدري سرها.

قلت: لا عليك.. حدثني عما يراه عقلك.. ودعنا من نفسك.

قال، وكأنه لم يسمع ما قلت له: أتدري.. إني أقرأ آية من القرآن، فأجدها تنطبق علي تماما.. لست أدري.. هل أنا هو المقصود منها، أم المقصود منها غيري.. لقد ورد في كتاب المسلمين:{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} (النمل: 14)

إن هذه الآية تصور نفسي.. فهي مستيقنة بالحقيقة التي تنتشر أشعتها، كما تنتشر أشعة الشمس.. ولكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أنطق بالحقيقة التي يمتلئ بها قلبي وعقلي ووجداني..

قلت: دعنا من هذا.. ولنعد إلى ما كنا فيه.

قال: لقد علمت ـ من خلال القرآن ـ أن محمدا بلغ كل ما أنزل إليه من ربه.. لم ينس حرفا واحدا[1]..

قلت: ولكن القرآن الكريم أخبر بأن محمدا ينسى.. ألم تقرأ ما ورد فيه:{ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ} (الأعلى:6 ـ 7)، فهذه الآية، والتي تليها، تدل ـ بطريق الاستثناء ـ على أن محمدًا قد أُنسي آيات لم يجد من يذكره إياها.. اقرأ الآيتين جيدا.. ألا تراها تدل على جواز النسيان على محمد؟

قال: إن ما ذكرته من الآية لا يدل على جواز نسيان محمد القرآن.. بل معنى الآية:( سنعلمك القرآن، فلا تنساه )، فهي تدل على عكس ما أوردته من الاستدلال.


[1] سنذكر الأدلة الكثيرة على هذا في الفصول التالية.

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست