responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 586

 

قال: فالعقل إذن يدل على هذا؟

قلت: ذلك صحيح.

قال: والكتاب المقدس الذي يتضمن تعليمات الله لعباده لابد أن يحوي هذا، ويدل عليه، ولا يتناقض معه.. فإن تناقض معه دل ذلك على أن صاحب الكلمات ليس هو صاحب الأكوان.

قلت: إن هذا يفتقر إلى دليل.

قال: سأضرب لك مثالا يقرب لك المسألة، ويكون في نفس الوقت دليلا عليها.

أرأيت لو أن جيشا من الجيوش كان يتولاه قائد حكيم ممتلئ بالرحمة والرأفة واللطف.. كما يمتلئ في نفس الوقت بكل ما تتطلبه القيادة من طاقات وخصال..

وقد عرف جيشه منه هذا مدة طويلة.. ولذلك كان يتلقى أوامره بنفس منشرح، وطواعية تامة..

ولكن الجيش فجأة يفاجأ برسائل تأتيه يزعم أصحابها أنه من ذلك القائد الرحيم يطلب منهم فيها قتل المستضعفين المظلومين.. واستئصالهم وإبادتهم.. فما ترى موقف الجيش من ذلك؟.. هل تراه يشك في أولئك الرسل، وفي الرسالة التي يحملونها؟

قلت: أجل.. لابد أن يتسرب إليهم من ذلك.. وهذا يدعوهم إلى الاتصال بالقائد للتأكد من مدى صحة الأوامر التي أرسل بها.

قال: فهذا الجيش حكم على الأوامر التي أتته من طرف الرسل انطلاقا من معرفته الشخصية بالقائد؟

قلت: ذلك صحيح.

قال: فطبق هذا على المعنى الذي طرحته لك.. فالله الذي عود عباده على رأفته ورحمته ولطفه وكرمه يستحيل أن يصدر منه من الأوامر ما يتناقض مع هذا..

قلت: أسلم لك أن في بعض الكتاب المقدس ما يتناقض مع ما يدل عليه الكون من رحمة الله.. ولكن هل ترى في القرآن ما يتوافق مع الكون في هذه الناحية؟

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست