responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484

21)

ابتسم، وقال: بعد أن ذكرت لي ما ذكرت هل تأذن لي في أن أطرح بعض التساؤلات الثقيلة التي لم أجد لها جوابا؟.. اسمح لي فأنا ثقيل بطبعي.. لا أستطيع أن أجامل، ولا أن أكتم.. ربما كان هذا من دلائل إخلاصي وصدقي في البحث.. وربما كان نوعا من الهرطقة..

على العموم.. أنا لا أقصد إلا البحث عن الحقيقة..

قلت: تحدث كما يحلو لك.. فلن تجد عندي إلا الجواب الكافي، والمرهم الشافي.

قال: أنا – كأهل هذه البلاد- ولدت مسلما، ونشأت مسلما.. ولكني – مع ذلك- أبحث عن الحقيقة، وأحن إلى الخلاص.. وقد رأيت من خلال تأملات عميقة أن الحقيقة يختزنها العدل.

فالعدل هو القيمة الكبرى التي تحكم الوجود.. تصور لو لم يكن هناك عدل في الكون.. فهل يمكن أن تراه بالصورة التي هو عليها الآن..

قلت: أنا مثلك أحب العدل.. بل أنا من جماعة مسيحية لا هم لها إلا البحث عن العدل، والتبشير به.. بل لم آت هذه البلاد إلا للتبشير بالعدل الذي جاء به المسيح.

قال: جيد جدا.. فأنا وأنت إذن نتفق في الهدف، ولكنا نختلف فقط في الوسيلة إليه.. ولست أدري هل الحق مع ما نشأت عليه، أم مع تلك العقيدة التي سمعت إخوانك المبشرين يدعون إليها.

قلت: لقد عرضت علي ما يذكره إخواني من المبشرين، لكنك لم تعرض علي العقيدة التي نشأت عليها.. أم أنك تستحي من ذكرها.. لا تستحي.. قل ما تشاء.. فالباحث عن الحقيقة لا يستحيي من شيء.. لقد مررت على بدائيين كثيرين.. ربما كان لهم من العقائد ما هو أغرب من العقيدة التي تريد أن تحدثني عنها.

قال: ما دمت قد ذكرت ذلك، فسأذكر لك الأركان التي تقوم عليها عقيدتنا في هذا الباب..

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست