وقال مخاطبا الجن والإنس:P سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)O (الرحمن)
قلت: ففسره لي.
قال: لقد وضع الله في هذا الكون من القوانين المنظمة ما يحفظه ويملؤه بالعدل والرحمة والنظام.. ولذلك، فإن كل من انتهك حرمة هذا النظام، أو أساء التعامل مع عدل الله ورحمته نزل به ما ينزل بالمجرمين من أليم العقاب.
فمن لم يكن أهلا لرحمة الله ومغفرته كان أهلا لانتقامه وعقوبته، قال تعالى معرفا عباده به:P نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)O (الحجر)
***
التفت إلينا صاحبنا (بيدرو الثاني)، وقال: هذا حديثي مع ذلك الرجل الفاضل والولي الصالح والملك العادل.. لقد عشت في رحاب كلماته أياما جميلة.. بل لا أكتمكم أني استفدت منها كثيرا في ترقيع ما تقطع من مملكتي، ووصل ما انخرم بيني وبين رعيتي.
لكني للأسف انشغلت بالاستفادة من الأسماء عن البحث عن المسمى.. ولولا أن الله الرحمن الرحيم تداركني بلطفه، فأعاد إلى ذاكرتي الساعة تلك الأيام الجميلة التي نعمت فيها بتلك الصحبة الشريفة لكنت الآن من الغافلين.
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 473