responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 457

 

قلت: ففسره لي.

قال[216]: لو تأملنا الحقيقة والواقع، فإنا سنرى أنه لا رزق إلا من الله، وكل رزق من سواه فهو مجاز لا حقيقة له:

فالله تعالى إذا رزق يرزق مما هو ملكه.. أما الآخرون، فهم ليسوا سوى وسائط للرزق الإلهي.. ولا يحق اسم الرزاق إلا ممن يرزق مما هو ملكه.

والله تعالى يرزق جيمع أنواع الرزق المادية والمعنوية والدنيوية والأخروية، والظاهرية والباطنية، والعلنية والخفية، أما غيره، فهو إن إنما يعطي غيره عطاء محدودا من جميع النواحي.

والله تعالى يأخذ بعين الاعتبار حاجة العباد عند تقدير أرزاقهم، ويرزقهم بما يناسب أحوالهم، لأنه عليم بأسرار المرتزقين الظاهرة والباطنة، أما غيره، فعلمه يحول بينه وبين ذلك.

والله تعالى هو الرزاق الذي لا تنفد خزائنه أبدا، لأن خزائن كل الأشياء بيده، كما قال تعالى:P وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) O (الحجر)، في حين يتصف الآخرون بالمحدودية التامة من هذه الجهة، كما يتصفون بالمحدودية في غيرها.

والله تعالى هو الرازق الذي يتناول من مائدته الصديق والعدو، فجميعهم يتزودون من نعمته بمقتضى كونه الرحمن الرحيم.. لكن غيره لا يفكرون سوى بأصدقائهم وأقاربهم.

والله تعالى لا ينتظر لقاء عطائه وإنعامه جزاء ولا شكورا، لانه غني من كل ناحية، لكن غيره ينتظرون ألف لون من قبيل ذلك.

والله تعالى واسع الرزق شامله يبدأ منذلحظة انعقاد النطفة في عالم الرحم، ويستمر طيلة


[216]انظر: نفحات القرآن للشيرازي، عند تفسير قوله تعالى:(.. وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)) (المائدة)

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست