انظر كيف حاج إبراهيم علیهالسلام هذا الملك.. وهي حجة ينهار لها كل ملك من ملوك الأرض..
فليس هناك من الملوك من له القدرة على صرف الأذى عن نفسه، أو جلب ما يريد لها من نفع.. ولذلك توجهنا نصوصنا المقدسة إلى الاعتماد على الله باعتباره الملك الحقيقي..
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهو يخاطب غلاما صغيرا.. يبين له من خلاله تجليات الملك الإلهي، والتي تجعله الحصن الوحيد الذي يلجأ إليه المحتاجون.. لقد قال له:(يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعَنْ باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)[212]، وفي رواية:( احفظ اللَّه تجده أمامك، تعرف إِلَى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)
***
بعد أن حدثني عن هذه المعاني وغيرها تحركت في همة لست أدري سببها للتعرف على ربي.. ربي الذي يدل عليه كل شيء.. فقلت له: إن لحديثك متعة لا تدانيها متعة.
قال: ذلك – يا جناب الملك المكرم – لكونه حديثا عن الله.. فالله قد أودع في جميع الفطر محبته، ومحبة الحديث عنه.
قلت: فما بالنا نغفل عنه.. بل نكاد نلغيه من الوجود.