اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 377
والإيمان..
قلنا: هذا ما عرفتم عنه.. فما استفدتم منه؟
قال: أما أنا فقد استفدت سبعة من أسماء الله الحسنى زادتني معرفة بالله، وزادتني تعظيما له..
قلنا: وصاحبك؟
قال: لقد فني صاحبي في الجواد.. وقد نال بفنائه ما لا يمكن لشخصي الضعيف أن يدركه.
قلنا: فلم قعدت دونه عن الوصول إلى ذلك؟
قال: لقد جذبتني الدنيا بكلاليبها الحريرية، وتثاقلت إلى الأرض، ونسيت كثيرا.. ولولا أن قيض الله لنا هذا المقام لأتذكر تلك الأيام الجميلة لنسيتها ونسيت بها أعظم معنى عرفته في حياتي.
قلنا: فما الأسماء التي فقهتها من خلال صحبتك له؟
قال: هي الخالق، والخلاق، والبارئ، والمصور، والفاطر، والحافظ، والمغني.
قلنا: فهل كنتم وحدكم في تعلم هذه الأسماء من الجواد؟
قال: لقد نسيت أن أذكر لكم أن ذلك الفلاح البسيط كان قد اجتمع له - بفضل الله - خيرة العلماء ممن كان يدرس بتلك الجامعة أو ممن كان يمر بها.. كلهم انجذبوا لما انجذبنا له.. وكلهم تتلمذ على يديه.. وما سأذكره لكم من حديثه كان خطابا لنا جميعا.. لي، ولصديقي جيمس، ولأولئك العلماء ذوي المشارب المتعددة الذين كانوا بين الفينة والأخرى يزرونه في بستانه.. ولا ينقلبون إلا بإيمان عميق بعيد عن كل خرافة أو جدل.
1 ـ الخالق
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 377