responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330

 

فلو قلنا بأن صدور الأفعال المتعددة من فرد الإنسان لأجل تركب ماهيته من أجناس وفصول عديدة بعيدة وقريبة، كان لازمه كون الأفعال الصادرة منه بعدد أجزاء ماهيته من الاجناس والفصول، لا أزيد من ذلك.

ومن المعلوم كون عدد أجزاء ماهية الإنسان لا تزيد على عدد الأصابع، فكيف يصدر منه أفعال كثيرة لا تحصى كثرة؟

قال أفلوطين: فما منشأ تعدد أفعال النفس مع وحدتها؟

قال الباقر: ليس منشأ التعدد إلا تعدد الإرادة المتعلقة بها.. ومنشأ تعدد الإرادات تعدد الدواعي والفوائد الملحوظة لكل واحد من الأفعال.. فالإنسان الواحد بوحدته عالم بجميع الفوائد الملحوظة فيها، وعلمه بكل واحد من فوائد تلك الأفعال هو الجهة الفارقة له في كونه فاعلا له، ولكن الموجد لجميع تلك الأفعال هو هذا الفرد من الإنسان لا تلك الفوائد الملحوظة.

8 ـ القادر

قام ثامننا، وكان اسمه (أنكسيمانس)، وكان كسميه (أنكسيمانس)[165] من الموحدين[166]، وكان شديد التعظيم للهواء، وكان يرى أنه أصل الكون، وأنه المبدأ الأول للوجود، ومنه تكون جميع ما تكون في العالم من الأجرام العلوية والسفلية.

وكان يرى أن جميع الأشياء تتولد عن طريق التخلل والتكاثف، فإذا تخلخل الهواء صار ناراً، ومن النّار تولدت كل الأشياء النّارية كالكواكب والنجوم مثلاً، وإذا تكاثف الهواء نشأت


[165]هو أنكسيمانس أو أنكزمينس 588-528) ق.م.

[166]حيث أنه كان يقول بأن الباري تعالى أزلي لا أول له ولا آخر، هو مبدأ الأشياء، ولا بدء له، هو المدرك من خلقه، أ نّه هو فقط، وأنه لا هوية تشبهه، وكل هوية فمبدعة منه، هو الواحد ليس كواحد الأعداد، لأنّ واحد الأعداد يتكثر وهو لا يتكثر، وكل مبدع ظهرت صورته في حد الإبداع، فقد كانت صورته في علمه الأول.

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست