responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 274

 

وأما الثّاني، فهو الجود المقيّد بسؤال السّائلين ؛ فمن سأل الله بصدق، وطهارة ممّا يمنع القبول أعطاه سؤاله، وأناله مطلوبه، دون أن ينقص ذلك ممّا عنده شيئًا ؛ لكمال غناه، وسعة خزائنه.

وفي الحديث قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:( قال اللَّهِ تَعَالَى: يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ)[128]

الخلف:

قالوا: وعينا هذا.. فحدثنا عن الرابع.. حدثنا عن تنزه الله عن الخلف.

قال: إخلاف الوعد والوعيد يتنافى مع كمال الله وعظمته وجلاله، ولهذا نزه الله تعالى نفسه عنه، فقال:P إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ O ( يونس: 55)، وقال:P فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ O ( إبراهيم: 47)

قال رجل من الحاضرين: فما سر تنزه الله عن الخلف؟

قال مؤمن الطاق: لقد تنزه الله عن ذلك لما في الخلف من العبث المنافي لحكمة الإله الحقّ؛ فإنّ أصل الحقّ المطابقة والموافقة.. وبما أن أفعال الربّ مطابقة للحكمة، وأقواله مطابقة لما عليه الشّيء في نفسه ؛ لهذا كله كانت أفعاله تعالى وأقواله كلّها حقًّا، ووعده ووعيده كلّه حقًّا وصدقًا، قال تعالى:P وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً O ( النِّساء: 122)

فصدق الله يقتضي تحقّق وعده ووعيده، وعدم الخلف فيهما ؛ لأنّه الإله الحقّ ؛ فلا يكون كلامه إلاّ حقًّا ؛ أي مطابقًا لما عليه الشّيء في نفسه ؛ ولهذا سمّى نفسه بالمؤمن ؛ فإنّه في يدل


[128] رواه مسلم.

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست